كيف إلتقى النبي وهو حي بالأنبياء وهم أموات فى رحلة الإسراء والمعراج

 


يجيب الشيخ محمد متولى الشعراوى فيقول: إن القرآن فيه آيات لو وقف الإنسان عندها بإمعان لأعطت له الأصل الذى يعتمد عليه فى إيمانه بالرحلة وما حدث فيها، مثلا كونه يلتقى بالأنبياء ويصلى بهم مع أنه حى بقانون الأحياء وهم موتى بقانون الأموات ..فكيف التقى الحى بالميت وعمل الاثنان عملا واحدا .

والواقع أن الإنسان بروحه حين تتصل به تتصل اتصالات مختلفة ، تتصل به وهو حى ..لكن تنقسم قسمين تتصل به حال النوم ولها قانون ، واليقظة ولها قانون ، واليقظة والنوم هاتان آيتان يتعرض لهما الاحياء .

وأنا لى حالتان حالة اليقظة وأنا حى وحالة النوم ، فاللروح اتصال بالجسم فى حالة اليقظة ولها قانونها المعروف، وللروح اتصالها بالجسم فى حالة المنام ولها قانونها المعروف، فإذا ماجئت لقانون الروح مع الجسم فى حالة المنام هل هو قانون فى حالة اليقظة.

لا ..ليس هو ، لأننى أرى فى المنام أن فلانا يرتدى ملابس حمراء وآخر يرتدى ملابس خضراء فأنا أرى الألوان وعينى مغلقة وذلك لأن هناك وسيلة من وسائل الإدراك غير التى عندى ووسائل من وسائل الإحساس بالأشياء غير الحواس الخاصة بى فبمجرد الخلود إلى النوم تبدأ الروح إشراقاتها وتجلياتها مع الجسم فتعطى له معانى جميلة .

وبعد ذلك فالزمن ليست له سيطرة المرائى ولكن لها قانون خاص ، فأنت لك عالمك وأخاك فى نفس الحجرة له عالمه.

وقانون الروح فى النوم أخف وأقوى منه فى اليقظة ..فإذا كان ذلك مع بقاء الحياة فما بالك لو أن هذه المادة فنيت .

أيكون أكثف من قانون النوم أم اشف منه ، لكن لابد أن يكون أشف منه وتكون فيه المرائى وفيه الصور وفيه الالتقاءات ..لكن من الذى يستطيع أن يتجرد من ماديته لتفرق فيه روحانيته حتى يلتقى بمثل هؤلاء.

هذا ما فعله الله سبحانه مع رسولنا الكريم، أنه جرده من بشريته فجعل الأشياء التى لم يرها وهو يقظ يراها وهو موجود، ولذلك أخذ الرسول المرحلتين كان لا يرى رؤية إلا وجاءت كفلق الصبح.. مابالك إذا كان الله تعالى قد أحدث فى محمد تغييرا كما قلنا ، من هنا يجب أن نلاحظ أن للروح اتصالا بالجسم حال اليقظة وبعد ذلك اتصال للروح بالجسم فى حالة النوم وقانونها اشف وأقوى من قانون اليقظة، وكذلك هناك اتصال للروح بالجسم فى حالة البرزخ، وللروح اتصال بالجسم بعد البعث وذلك هو الاتصال العلوى.